موقع جامعة ستراسبورغ
يعود تاريخ إنشاء جامعة ستراسبورغ إلى عام 1538، وهي عبارة عن نتاج ثلاث جامعات منفصلة دُمجتْ معًا في عام 2009 من أجل تشكيل المؤسسة كما هي موجودة اليوم، وجامعة ستراسبورغ هي مؤسسة عامة تقع في مدينة ستراسبورغ في شمال شرق فرنسا بالقرب من حدود البلاد مع ألمانيا، وتضم الجامعة أكثر من 46500 طالب، وتكلفة الالتحاق بالجامعة للطلاب الدوليين الباحثين عن درجات علمية هي نفسها بالنسبة للطلاب المحليين، وإسكان الطلاب متاح من خلال المؤسسة العامة "CROUS".
تُقدّمْ الدراسات في الجامعة عبر مجموعة من التخصصات الأكاديمية الواسعة وهي: الفنون، والأدب، واللغات، والقانون، والاقتصاد، والإدارة، والعلوم السياسية والاجتماعية، والعلوم الاجتماعية والإنسانية، والعلوم والتكنولوجيا والصحة، ولغة التدريس الأساسية في الجامعة هي الفرنسية ولكن يتم تدريس العديد من درجات الدراسات العليا جزئيًا باللغة الإنجليزية، وتتبع الجامعة تقويم أكاديمي قائم على الفصل الدراسي، ويُشار إلى أن جامعة ستراسبورغ تنتمي إلى شبكة من خمس جامعات تقع في وادي الراين العلوي وتسمى "EUCOR"، وهذه الجامعات هي ستراسبورغ وجامعة دي هوت الألزاس في فرنسا، وجامعة فرايبورغ ومعهد كارلسروه للتكنولوجيا في ألمانيا وجامعة بازل في سويسرا، وتهدف هذه الشراكة إلى التعاون في البرامج الأكاديمية والبحثية المشتركة، ويمكن للطلاب في هذه الجامعات أخذ دورات في مؤسسات "EUCOR" الأخرى دون الحاجة إلى دفع رسوم إضافية، وتشمل الوحدات البحثية في جامعة ستراسبورغ على مركز تحليل البلاغة الدينية العتيقة، ومعهد العلوم والهندسة الجزيئية الفائقة ومعهد علوم الأعصاب الخلوية والتكاملية.[1]
وصف جامعة ستراسبورغ
جامعة ستراسبورغ أوروبية بطبيعتها وعالمية من حيث التصميم، وتنبع نقاط القوة والأصول في الجامعة من خلال مشاركتها النشطة في كل تخصص تقريبًا يضم المجموعة الحالية من المعرفة، وبصفتها جامعة شابة تأسست على تقليد قديم فإنها تسعى جاهدة للوصول إلى التخصصات المتعددة بحيث يعزز هذا المزيج فرص البحث الجديدة وينتج دورات تلبي احتياجات المجتمع، ويعد البعد الدولي أمرًا أساسيًا لجامعة ستراسبورغ، وبفضل السمعة العالمية لفرقها البحثية المبنية على التميز والكفاءة فإنها تبرز بين الجامعات البحثية الرائدة في أوروبا، ويعتمد كل مجال من مجالات التدريس الأكاديمية الرئيسة في الجامعة على أقسام البحث التي تمثل القوة الدافعة للمؤسسة مع أكثر من 2600 أستاذ وموظف.
منذ 1 يناير 2009 اندمجت ثلاث جامعات تقع في ستراسبورغ، وهي: لويس باستور، ومارك بلوخ، وروبرت شومان لتشكيل جامعة ستراسبورغ الجديدة، ومن خلال مبادراتها وحرصها على مواكبة كل ما هو جديد تعد هذه المؤسسة الجديدة، جامعة ستراسبورغ، جامعة فريدة وشاملة تغطي جميع مجالات التعليم العالي، كما أنها أكبر جامعة فرنسية بما يُقارب 46500 طالبًا بما في ذلك 20.5% من الطلاب الأجانب، و11423 متدربًا في التعليم مدى الحياة، و4635 من الموظفين الدائمين - بما في ذلك 2477 من أعضاء هيئة التدريس، و1872 من الموظفين التقنيين والإداريين - المرتبطين بـ 1386 باحثًا ومهندسًا وفنيًا وإداريًا لتشكل طاقم المنظمات البحثية "CNRS وInserm وINRA".
توفر جامعة ستراسبورغ مجموعة من الدورات في 37 كلية ومعهد، وتمكن الباحثين من تثبيت بحوثهم من خلال وجود 86 مختبرًا ومركز بحث، وتمتاز جامعة ستراسبورغ بأنها موجهة بقوة نحو البحث بحيث يُناقش ما يقرب من 400 رسالة دكتوراه سنويًا، ومن الناحية الجغرافية توجد الجامعة في قلب مدينة ستراسبورغ، وتقع في 4 مواقع رئيسة وعدة مواقع أخرى في منطقة الألزاس حيث تضم أكثر من 110 مبنى على مساحة 600000 متر مربع و80 هكتارًا من الأرض موزعة على هذه المناطق الأربع الرئيسة، وتلتزم جامعة ستراسبورغ التزامًا قويًا ببناء مجتمع أكاديمي من الراين الشمالي مع جامعات بازل وفريبورغ وكارلسروه ومولوز.[2]
لمحة تاريخية عن جامعة ستراسبورغ
مرت جامعة ستراسبورغ بمجموعة من الأحداث التاريخية تمثلت بما يلي:[3]
- القرن السادس عشر: تأسست جامعة ستراسبورغ في القرن السادس عشر على يد العالم البروتستانتي يوهانس ستورم، ففي عام 1538 أنشأ ستورم صالة ألعاب رياضية بروتستانتية بتفويض لنشر المعرفة، وعلى مر السنين تطورت صالة الألعاب الرياضية تدريجياً إلى أكاديمية وجامعة قبل أن تصبح أخيرًا الجامعة الملكية في عام 1631.
- الفترة الإمبراطورية: في عام 1870 ضمت الإمبراطورية الألمانية مدينة الألزاس وقسم موسيل في مدينة لورين بعد الحرب الفرنسية البروسية، وقد شهدت ستراسبورغ عاصمة الرايشلاند - وهو الإقليم الإمبراطوري في الألزاس / لورين - نموًا وازدهارًا سريعًا استمر حتى الحرب العالمية الأولى، واستفادت الجامعة من هذا التطور وأُنشأت المكتبات والمعاهد، وضمت مجموعة من العلماء البارزين ونوّعتْ التخصصات الأكاديمية، ولا تزال تقاليد البحث والانفتاح على العالم الموروثة من هذه الفترة في صميم قيم الجامعة اليوم.
- الحرب العالمية الثانية: أصبحت الجامعة فرنسية مرة أخرى في عام 1918 ولكنها نُقلت إلى كليرمون فيران خلال الحرب العالمية الثانية حيث تم ضم الألزاس مرة أخرى، وقد حدث ذلك بعد المقاومة الفرنسية بمشاركة العديد من الطلاب والمعلمين من ستراسبورغ وكان من بينهم شخصية مهمة في تاريخ الجامعة وهو مارك بلوخ أستاذ التاريخ - الذي تعرض للتعذيب حتى أُعدم بسبب أفعاله كزعيم للمقاومة - وبعد ذلك عادت الجامعة إلى ستراسبورغ بعد التحرير وحصلت على وسام المقاومة عام 1947.
- اندماج الجامعة: في عام 1971 قُسّمتْ جامعة ستراسبورغ إلى ثلاث جامعات، هي: ستراسبورغ الأول (جامعة لويس باستور) وتجمع التخصصات العلمية، وستراسبورغ الثاني (جامعة مارك بلوخ) التي جمعت بين كليات وأقسام الفنون والآداب والعلوم الإنسانية، وستراسبورغ الثالث (جامعة روبرت شومان) وكانت مخصصة لمجالات القانون والسياسة والعلوم الاجتماعية والتكنولوجيات، وبعد ما يقرب من عقدين من الزمن وضعت الجامعات الأساس للتعاون فيما بينها والذي تم تعزيزه بمرور الوقت من خلال المشاريع المصممة والمدارة بصورة مشتركة، وبدعم من هذه التجربة قررت الجامعات الثلاث اتخاذ خطوة متقدمة من خلال توحيد إمكاناتها للتدريس والبحث داخل جامعة واحدة، وبذلك دُمجت الجامعات مرة أخرى في عام 2009 وأصبحت معروفة باسم جامعة ستراسبورغ، وقد كان هذا التوحد مثالًا فريدًا ورائدًا في تعزيز وتطوير الجوانب المتعددة في التعليم والبحث.
- اليوم: تعد ستراسبورغ هي ثاني أكبر مدينة جامعية دولية في فرنسا بعد باريس وتضم هذه المدينة جامعة شهيرة مسماه باسمها، وتقدم تعليمًا أوليًا ومتطورًا من خلال مجموعة واسعة من المجالات الأكاديمية وهي لاعب دولي أساسي في البحث العلمي.
إدارة المشاريع الدولية في جامعة ستراسبورغ
في 8 ديسمبر 2016، أتيحت الفرصة لطلاب درجة الماجستير في إدارة المشاريع الدولية في جامعة ستراسبورغ زيارة الشركة الدولية المعروفة باسم "Liebherr France" في كولمار، وهذه الشركة هي واحدة من الشركات الرائدة في تصنيع آلات البناء وآلات الاستخراج بأي حجم، ويبلغ عدد موظفيها 1100 موظف وتبلغ إيراداتها السنوية 380 مليون يورو سنويًا.[4]