تعريف التصحر

تعريف التصحر

كتب المقال بواسطة: خلدون عياصره  أخر تحديث على المقال: 04:54:51, 14 مارس 2021



المحتويات


 

ما هو التصحر

هو فقدان الإنتاجية البيولوجية أو الاقتصادية والتعقيد في أراضي المحاصيل والمراعي والأراضي الحرجية والذي يرجع إلى تقلب المناخ والأنشطة البشرية غير المستدامة، ويُذكر أن 70% من الأراضي الجافة في العالم (باستثناء الصحاري شديدة الجفاف) أو حوالي 3600 مليون هكتار متدهورة، وبينما يرتبط الجفاف غالبًا بتدهور الأراضي إلا أنه ظاهرة طبيعية تحدث عندما يكون هطول الأمطار أقل بكثير من المستويات العادية المسجلة لفترة طويلة.[1]



أسباب التصحر

فيما يلي مجموعة من الأسباب التي تؤدي إلى التصحر:[2]


الرعي الجائر: يمثل رعي الحيوانات مشكلة كبيرة للعديد من المناطق التي بدأت تتحول إلى مناطق أحيائية صحراوية، وهذا يحد من نمو النباتات مرة أخرى.

إزالة الغابات: عندما يتطلع الناس إلى الانتقال إلى منطقة ما أو يقطعون الأشجار بهدف بناء المنازل أو لأي مهام أخرى فهذا يقود في النهاية إلى التصحر، وبدون النباتات (خاصة الأشجار) المحيطة لن تتمكن بقية المنطقة الأحيائية من الازدهار.

ممارسات الزراعة: بعض المزارعين لا يعرفون كيفية استخدام الأرض بطريقة فعالة، فقد يجردون الأرض من مغذياتها قبل الانتقال إلى قطعة أرض أخرى، وينتج عن ذلك التصحر وتصبح الأرض غير قابلة للزراعة.

الإفراط في استخدام الأسمدة والمبيدات: غالبًا ما يؤدي استخدام كميات مفرطة من الأسمدة ومبيدات الآفات لزيادة غلة المحاصيل على المدى القصير إلى أضرار جسيمة للتربة، وعلى المدى الطويل قد تتحول الأراضي الصالحة للزراعة إلى أراض قاحلة.

الإفراط في استخراج المياه الجوفية: المياه الجوفية هي المياه العذبة الموجودة تحت الأرض وهي أيضًا واحدة من أكبر مصادر المياه، وفي حال الاستنزاف في استهلاكها والإفراط في استخراجها سيؤدي نضوبها إلى التصحر.

التحضر وأشكال تطوير الأراضي: يمكن أن يتسبب التطور بالقضاء على الحياة النباتية، ويمكن أن يسبب أيضًا مشاكل في التربة بسبب المواد الكيميائية والمخلفات الأخرى التي قد تضر بالأرض، ومع ازدياد تحضر المناطق تقل أماكن نمو النباتات مما يتسبب في حدوث التصحر.

تغير المناخ: يلعب تغير المناخ دورًا كبيرًا في التصحر، ومع ازدياد درجات الحرارة وزيادة تواتر فترات الجفاف يصبح التصحر أكثر بروزًا، وما لم تتخذ تدابير وقائية ستصبح مساحات شاسعة من الأرض صحراء، وقد تصبح بعض هذه المناطق غير صالحة للسكن مع مرور الوقت.

تجريد الأرض من الموارد: إن استخراج الموارد الطبيعية مثل الغاز الطبيعي أو النفط أو المعادن يؤدي عادةً إلى تجريد التربة من العناصر الغذائية، مما يؤدي بدوره إلى قتل الحياة النباتية ويؤدي في النهاية إلى عملية التحول إلى منطقة حيوية صحراوية مع مرور الوقت.

الكوارث الطبيعية: ويشمل ذلك الحالات التي تضررت فيها الأرض بسبب الكوارث الطبيعية بما في ذلك الجفاف، وفي هذه الحالات قد لا يمتلك الإنسان الكثير لفعله لمحاولة إعادة تأهيل الأرض بعد أن تضررت بفعل الطبيعة.

تلوث التربة: وهو سبب مهم للتصحر، فمعظم النباتات حساسة جدًا لظروفها المعيشية الطبيعية، وعندما تصبح التربة ملوثة بسبب الأنشطة البشرية المختلفة فإن مساحة الأرض المعنية قد تعاني من التصحر على المدى الطويل.

الزيادة السكانية والاستهلاك المفرط: نظرًا لأن عدد سكان العالم في تزايد مستمر فإن الطلب على المواد الغذائية والسلع المادية يتزايد بمعدل ينذر بالخطر، كما أن المستوى العام للاستهلاك آخذ في الازدياد بمعدل ثابت مما يستوجب تحسين العمليات الزراعية لجني محاصيل أكثر، وهذا التحسين المفرط للزراعة سيضر بالتربة ويحولها في النهاية إلى متصحرة على المدى الطويل.

التعدين: إن استخراج كميات كبيرة من الموارد من قبل الصناعات لتلبية الطلب على السلع المادية واستخدام مساحات كبيرة من الأراضي يؤدي إلى إزالة الغابات وكذلك تلوث المناطق المجاورة، وبحلول الوقت الذي يحدث فيه استخراج معظم الموارد الطبيعية تتضرر التربة بدرجة كبيرة، وتصبح الأرض قاحلة ويحدث التصحر.



آثار التصحر

تشمل آثار التصحر على:[3]


دمار الغطاء النباتي: يقلل التصحر من قدرة الأرض على دعم الحياة النباتية، ومع موت النباتات ودمار التربة تصبح الأرض غير قادرة على الإنتاج وتضعف قدرتها على امتصاص المعادن اللازمة لنمو النباتات.

التأثير على التربة بحيث تصبح عقيمة: تعد التربة السطحية ضرورية لنمو النبات لأنها تحتوي على معظم المواد العضوية وعلى 50% من العناصر الغذائية الهامة مثل الفوسفور والبوتاسيوم، وعند حدوث التصحر تنجرف هذه الطبقة الأكثر إنتاجية من التربة بعيدًا عن السطح بسرعة كبيرة نظرًا لعدم وجود نباتات تحميها، وتضيع العناصر الغذائية التي تحتوي على مواد عضوية إلى الأبد، وعندما تجف التربة تتصلب ويصبح من الصعب اختراق المطر لسطحها.

تآكل التربة: تعد التعرية من تنائج التصحر السلبية الأخرى، وفي كثير من الحالات يؤدي زيادة جريان المياه من المناطق المتصحرة إلى إحداث دمار في الأراضي المجاورة مما يؤدي إلى تآكل التربة وإتلاف الغطاء النباتي وجعل التربة معرضة بشدة للزحف الصحراوي.

زيادة التعرض للكوارث الطبيعية: يجعل التصحر الكوارث الطبيعية أسوأ لأنه يقلل من المرونة الطبيعية للنظم البيئية، وهذا يعني أن المناطق المتضررة وحتى المناطق المجاورة قد ضعفت قدرتها على تحمل الظواهر الجوية، كما يزيد التصحر من تعرض مناطق بأكملها للآثار غير المتوقعة لتغير المناخ، وتصبح أحداث مثل الفيضانات والانهيارات الأرضية والعواصف الترابية أقوى في المناطق ذات التربة المتدهورة.

تلوث مصادر مياه الشرب: يلعب الغطاء النباتي دورًا مهمًا في تنقية المياه، حيث تعمل النباتات والأشجار مثل مرشحات المياه الطبيعية وكمخزن للملوثات مثل المعادن الثقيلة ومخلفات المبيدات الحشرية والأسمدة وغيرها، كما تمنع الأعشاب والنباتات المعمرة جريان المياه عن طريق إبطائها وتعزيز تسرب مياه الأمطار إلى التربة، ولذلك تفتقر التربة القاحلة إلى هذا المرشح الأخضر وبالتالي تدخل العديد من المواد الضارة إلى خزانات المياه الجوفية أو تنجرف بسهولة في البحيرات والأنهار.

تصاعد المجاعة والفقر والصراعات الاجتماعية: التصحر هو شكل خطير من أشكال تدهور الأراضي الذي يؤدي إلى تدمير النظم البيئية الطبيعية، حيث يؤثر التصحر على الترشيح الطبيعي لمياه الشرب، وتنظيم المناخ، وإعادة تدوير المغذيات، وعزل الكربون وتجديد التربة، وقد ينتج عن ذلك نوبات المجاعة الطويلة، والأمراض الناجمة عن ندرة المياه، والكفاح من أجل ضعف الموارد وموت الناس والأطفال والحيوانات.

الهجرات الجماعية: كان الناس دائمًا يبحثون عن الأراضي الخصبة حيث يمكنهم بناء مستوطناتهم والازدهار على مدى فترات زمنية طويلة، ولا عجب في أن أحداث التصحر كانت عبر التاريخ محركًا رئيسيًا وراء هجرات أعداد كبيرة من البشر، وقد حدثت إحدى أكبر التحولات التي أجبرت المزارعين الأوائل في أوائل الهولوسين على التخلي عن أراضيهم عندما بدأت أراضيهم الخصبة في السابق تتحول إلى أراض جافة، وباتوا غير قادرين على زراعة المحاصيل، واضطروا إلى مغادرة قراهم بحثًا عن أراضي أفضل.

التسبب في الانهيارات التاريخية للحضارات: يوحد العديد من الروايات التاريخية عن كيفية تعرض مجموعات مختلفة من الناس عبر تاريخ البشرية لانهيار حضارتهم مع حدوث الجفاف والتصحر في أراضيهم، والسبب في ذلك يرجع إلى فقد الناس قدرتهم على زراعة الغذاء، مع شح موارد المياه ودمار الثورة الحيوانية بسبب عدم وجود ما يكفي من الطعام، وبمجرد حدوث ذلك ينقلب الناس ضد بعضهم البعض مما يؤدي إلى سلسلة من الأحداث التي تؤدي إلى الانهيار.

انقراض الأنواع: يمكن أن تؤدي فترات الجفاف الممتدة والفيضانات المطولة أو التغيرات الشديدة المفاجئة في درجات الحرارة إلى استنفاد مصادر الغذاء من الأنواع التي تسبب المجاعة، وقد لا تعيش الأنواع التي عاشت ذات يوم في مناخ خصب ومنتج في منطقة حديثة التصحر، ومع النظام البيئي المتغير يجب أن تتكيف الأنواع مع مناخها الجديد أو أن تهاجر إلى مناخ أكثر ملاءمة، وفي حال الفشل في ذلك قد يهدد النوع بالبقاء بسبب عدم القدرة على التعامل مع التغيير المفاجئ في البيئة.



استراتيجيات الحد من التصحر

تتمثل حلول التصحر ما يلي:[4]


الزراعة البديلة والأساليب الصناعية: إن سبل العيش البديلة الأقل تطلبًا على الأراضي المحلية واستخدام الموارد الطبيعية، مثل تربية الأحياء المائية في الأراضي الجافة لإنتاج الأسماك والقشريات والمركبات الصناعية، تحد من التصحر.

إدارة الأراضي والمياه: يمكن أن يؤدي الاستخدام المستدام للأراضي إلى إصلاح مشكلات مثل الرعي الجائر والاستغلال المفرط للنباتات ودمار التربة وممارسات الري التي تسبب التصحر وتزيده سوءًا.

السور الأخضر العظيم: ركزت إحدى عشرة دولة في منطقة الساحل والصحراء الإفريقية - جيبوتي وإريتريا وإثيوبيا والسودان وتشاد والنيجر ونيجيريا ومالي وبوركينا فاسو وموريتانيا والسنغال - جهودًا لمكافحة تدهور الأراضي وإحياء الحياة النباتية الأصلية في المناظر الطبيعيه، وهذه المبادرة - التي يديرها جزئيًا مرفق البيئة العالمية (GEF) - تزرع خطًا من الأشجار كطريقة مستدامة لتجديد الحدائق وتكون بمثابة مثال لمواقع أخرى مماثلة.

حماية الغطاء النباتي: تساعد حماية التربة من تآكل الرياح والمياه على منع فقدان خدمات النظام البيئي أثناء فترات الجفاف.

إنشاء فرص اقتصادية خارج الأراضي الجافة: إن إيجاد الإمكانات الجديدة للناس لكسب لقمة العيش، مثل النمو الحضري والبنية التحتية، يمكن أن يخفف ويغير الضغوط الكامنة وراء عمليات التصحر.




  

المراجع

[1]: gdrc

[2]: conserve-energy-future

[3]: greentumble

[4]: borgenproject



عدد المشاهدات 2304


Top

بحث  


Top