المتحف البريطاني

كتب المقال بواسطة: خلدون عياصره  أخر تحديث على المقال: 05:20:36, 22 أكتوبر 2020



المحتويات


 

مقدمة عن المتحف البريطاني

تأسس المتحف بموجب قانون صادر عن البرلمان عام 1753، وكان يعتمد في الأصل على ثلاث مجموعات اشتملت على مجموعة السير هانز سلون، ومجموعة روبرت هارلي، ومجموعة السير روبرت كوتون، وقد وُضعت المجموعات (التي تضمنت أيضًا عددًا كبيرًا من المخطوطات ومواد المكتبة الأخرى) في "Montagu House"، شارع "Great Russell"، وأُتيح للجمهور مشاهدتها في 1759.


يوجد مبنى المتحف الحالي - المصمم على طراز النهضة اليونانية - في موقع منزل مونتاجو والذي كان في الفترة 1823-1852، وكان موضوع العديد من الإضافات والتعديلات اللاحقة، وبعدها بُنيت غرفة القراءة الدائرية الشهيرة في خمسينيات القرن التاسع عشر، وفي عام 1881 نقلت مجموعات التاريخ الطبيعي الأصلية إلى مبنى جديد في جنوب كنسينغتون لتشكيل متحف التاريخ الطبيعي، وفي عام 1973 انضم إلى مكتبة المتحف البريطاني بموجب قانون برلماني مع عدد من المقتنيات الأخرى لإنشاء المكتبة البريطانية، ويُذكر أنه حُوفظ على حوالي نصف مقتنيات المكتبة الوطنية في المتحف حتى موعد افتتاح مبنى مكتبة جديد في سانت بانكراس في عام 1997.[1]



تاريخ المتحف البريطاني

اشتملت الأحداث التاريخية للمتحف على:[2]


- تأسست المتحف البريطاني - أول مؤسسة من نوعها في العالم - في عام 1753 بناءً على المجموعات التي تركها السير هانز سلون للأمة.

- شُكّلت لجنة من الأمناء البارزين لتنظيم المتحف في قصر من القرن السابع عشر يُعرف باسم "Montagu House"، وقد اشتُري بأموال جمعت بواسطة يانصيب عام.

- في أواخر عام 1758 قرر الأمناء فتح المتحف للجمهور على الرغم من التحفظات حول من يجب السماح لهم بالدخول وذلك بحسب توضيح ديفيد ويلسون في تاريخه في المتحف، فقد كانت هنالك شكوك كبيرة حول الخدم وأعضاء الطبقات الدنيا الذين يمكن أن يسيء وجودهم للزوار من أعلى الهرم الاجتماعي.

- وصل عدد الزوار في السنوات الأولى من الافتتاح إلى حوالي 12000 شخص في السنة، جاءوا لرؤية الآثار من المكسيك الأزتك إلى مصر القديمة إلى الهند واليابان، والتماثيل الكلاسيكية، والتاريخ الطبيعي والعناصر الجيولوجية، والمخطوطات والرسومات، والعملات المعدنية، والميداليات، والمومياوات المصرية التي جذبت الزوار الأوائل بصورة خاصة.

- سُمح للعلماء ذوي السمعة الطيبة بالعمل في غرف القراءة، وفي الأيام الأولى كان من بينهم الفيلسوف ديفيد هيوم، والأثري ويليام ستوكلي والمحامي ويليام بلاكستون.



أبرز معروضات المتحف البريطاني

من خلال التالي من الممكن التعرف على أشهر معروضات المتحف البريطاني:[3]


- حجر رشيد: هو مرسوم أصدره الكهنة المصريون في الذكرى الأولى لتتويج الفرعون بطليموس الخامس، والمرسوم مكتوب باللغة الهيروغليفية - الشكل الكهنوتي للكتابة في ذلك الوقت- وكذلك باللغة الديموطيقية أو المصرية لتلك الفترة وأيضًا باللغة اليونانية، وبمقارنة اللغات الثلاث الموجودة على الألواح تمكن العلماء أخيرًا من ترجمة الهيروغليفية المصرية، ويُذكر أن اكتشاف الحجر كان في عام 1799، خلال الحروب النابليونية من قبل جنود فرنسيين حفروا أساس حصن في الرشيد، وقد حصل عليها البريطانيون إلى جانب الآثار المصرية الأخرى بموجب شروط معاهدة الإسكندرية عندما هزم نابليون، ثم عرض في المتحف البريطاني منذ عام 1802، ويمكن العثور عليه في معرض الطابق الأرضي معرض "4" وهو أحد مختارات المتحف من "تاريخ العالم في 100 عنصر".


- مزهرية بورتلاند: عبارة عن إناء زجاجي صغير الحجم من المحتمل أن يكون قد صنع في روما بين 5 و25 بعد الميلاد، وقد يكون هدية زفاف لأن الصور الموجودة عليه - في غطاء زجاجي أبيض على زجاج أزرق داكن - تصور الحب والزواج.

في القرن الثامن عشر، صنع ويدجوود "Josiah Wedgwood" نسخة عن المزهرية باللون الأسود، وهي تحفة فنية جعلت من إناء بورتلاند الأصلي مشهورًا عالميًا، ويمكن رؤية نسخة ويدجوود في متحف ويدجوود في بارلاستون، ستوك أون ترينت، ويُذكر أنه عندما حُطمت المزهرية من قبل شخص مخمور من القرن التاسع عشر كان الفضل لنسخة ويدجوود في عملية الترميم الهائلة للأصل مع العلم أنه أُعيد ترميم المزهرية بعد ذلك عدة مرات كان آخرها في الثمانينيات حينها استُخدمت راتنجات الإيبوكسي - مادة كيمائية تعد أحد أنواع اللدائن الصلبة بالحرارة - لحفظها ولذلك يكاد يكون من المستحيل الآن رؤية الضرر بالعين المجردة.

إن تاريخ المزهرية غائم ولا أحد يعرف بالضبط متى وأين عثر عليها، وجل ما يُعرف عنها أنها سُجلت في مجموعة كاردينال في عام 1601 ثم أخذتها عائلة نبيلة إيطالية لمدة 150 عامًا، وفي عام 1778 اشتراها السير ويليام هاميلتون، السفير البريطاني في محكمة نابولي، وأعادها إلى إنجلترا حيث باعها إلى أرملة دوقة بورتلاند، وكان ابنها، دوق بورتلاند الثالث، هو الذي أعارها إلى يوشيا ويدجوود لعمل نسخه الشهيرة في عام 1786، وبعدها استعارها المتحف البريطاني في عام 1810 واشتراها المتحف أخيرًا في عام 1945، وهي الآن موجودة في معرض الإمبراطورية الرومانية، في معرض "70" في الطابق العلوي.


- مومياوات القط: يحتوي المتحف البريطاني على مجموعة رائعة جدًا من المومياوات يُعرض الكثير منها حتى يتمكن الزوار من تقدير أعمال القدامى، وفي بعض الحالات لمشاهدة الملابس والأحذية التي دفنوا فيها، ومن بين المومياوات تعد القطط أكثرها إثارة، فقد كان يُعتقد أنها كانت تُعدم دوريًا في المعابد وتحنط في أغلفة متقنة حتى يتمكن المتدينون من شرائها ودفنها في مقابر خاصة للقطط، وقد كانت مومياوات القطط شائعة جدًا لدرجة أن العديد من مقابر القطط دمرت قبل أن يتمكن علماء الآثار من دراستها، ويُذكر أنه في القرن التاسع عشر أُرسِلت شحنة مكونة من 180 ألفًا من مومياوات القطط إلى بريطانيا لمعالجتها وتحويلها إلى سماد، ويحتوي المتحف البريطاني على عدة أمثلة يمكن العثور عليها بالإضافة إلى مومياء صقر ومجموعة كبيرة من المومياوات البشرية في الغرفة المصرية، في معرض 62-63 في الطابق العلوي.


- رأس ضخم من الجرانيت لأمنحتب الثالث: وهو رأس عملاق - يرتدي التاج المزدوج لمصر العليا والسفلى - يبلغ ارتفاعه حوالي 9 أقدام ونصف ووزنه 4 أطنان كان للفرعون أمنحتب الثالث الذي حكم بين عامي 1390 و1325 قبل الميلاد، وقد كان في الأصل جزءًا من معبد موت في الكرنك بمصر، وقد وصل إلى المتحف البريطاني بعد أن اشتراه عام 1823 من عالم الآثار البريطاني هنري سالت الذي وجده في مستودع في القاهرة، ويمكن مشاهدته في المعرض "4" في الطابق الأرضي.

- خوذة ساتون هوو: اكتشف عالم الآثار باسل براون مقبرة ساتون هوو في عام 1939 وكانت خوذة ساتون هوو من بين الدفائن، ويُذكر أن الخوذة تعرضت للتحطم بسبب انهيار المقبرة وكانت في 500 قطعة كي يُعاد ترميمها لأول مرة في عام 1947، ثم أُعيد تجميعها في عام 1968 بناءً على الأبحاث المتوفرة لاحقًا، وفي الوقت الحاضر يقع القناع المُجمَّع إلى جانب العديد من الكنوز الأخرى من الدفائن في معرض "World of Sutton Hoo" في المعرض "2" في الطابق الأرضي.


- لويس تشيسمن: وهي مجموعة كبيرة من قطع الشطرنج منحوتة في عاج الفظ وعظم الحوت في وقت ما خلال القرن الثاني عشر، وقد نُسبت القطع إلى الحرفيين الأيسلنديين والإنجليز والاسكتلنديين والنورس، ويُذكر بحسب ما أشار المختصين الحاليين هو أنها صنعت في النرويج ثم أخافها تاجر في إيرلندا، ثم وصلت إلى المتحف البريطاني بعد أن عُثر على المجموعة مدفونة بالقرب من "Uig" على جزيرة لويس في أوتر هبريدس في عام 1831، ثم عُرضت المجموعة المكتشفة حديثًا لأول مرة في جمعية الآثار الاسكتلندية التي لم تتمكن من جمع الأموال لشرائها، وبعدها حصل المتحف البريطاني عليها بعد شرائها، وفي الوقت الحالي يوجد 82 من أصل 93 قطعة موجودة في المتحف البريطاني و11 في المتحف الوطني في اسكتلندا في إدنبرة، ويمكن لزائر المتحف البريطاني مشاهدتها في المعرض "40"، في غرفة العصور الوسطى، في الطابق العلوي.


- هوا هاكانانا - تمثال جزيرة إيستر-: وهو تمثال سلف جزيرة إيستر الأصلي مصنوع من البازلت، واسم هوا هاكنانيا يعني "الصديق المسروق أو المخفي"، ويُعتقد أنه نُحت حوالي عام 1200 بعد الميلاد، وقد وصل إلى المتحف البريطاني بعد الحصول عليه من مركز احتفالي في أورونجو، رابا نوي، من قبل العميد البحري ريتشارد أشمور باول قبطان السفينة إتش إم إس توباز خلال رحلة استكشافية في عام 1869، ثم قدمه أسياد الأميرالية إلى الملكة فيكتوريا التي أعطته بعد ذلك للمتحف البريطاني، ويمكن مشاهدته في المعرض "24" في الطابق الأرضي كجزء من "Living and Dying".


- رخام الجين: وهي مجموعة من الأفاريز والمنحوتات كانت في الأصل جزءًا من البارثينون في الأكروبوليس في اليونان، وقد حصل عليها المتحف البريطاني بين عامي 1801 و1805 من قبل اللورد إلجين (توماس بروس، إيرل إلجين السابع)، السفير في القسطنطينية (اسطنبول) عاصمة الإمبراطورية العثمانية، ويمكن مشاهدتها في المعرض "18" بالطابق الأرضي.


- ثعبان ازتيك برأسين: وهو ثعبان برأسين مصنوع من الخشب ومغطى بفسيفساء فيروزية ومزين بصدف المحار، وهو مثال على فن (Mexica Aztec)، ويبلغ عرضه حوالي 17 بوصة وعرضه 8 بوصات وبسمك بوصتين، ويعود تاريخه إلى القرن الخامس عشر أو السادس عشر، وقد حصل عليه المتحف من جامع للتحف في عام 1894، ويمكن رؤيته في المعرض "27"، غرفة المكسيك، في الطابق الأرضي.


- ألواح  فيندولاندا: تمثل فيندولاندا قلعة ومستوطنة رومانية بالقرب من جدار هادريان على الحافة الشمالية للإمبراطورية الرومانية في بريطانيا، ويُذكر أنه خلال التنقيب عُثر على ألواحٍ تمثل رسائلًا إلى الوطن كتبها جنود رومانيون عاديون بالإضافة إلى رسائل بين الضباط وزوجاتهم وعائلاتهم المتمركزة في بريطانيا، وتعد هذه الألواح أقدم الأمثلة على الكتابة اليدوية في بريطانيا، وقد كان غمرها بالماء هو السبب في حفظها.

اكتشفت هذه الألواح خلال عمليات التنقيب الجارية في فيندولاندا "Vindolanda" بالقرب من تشيسترهولمي، إنجلترا، ثم اشتراها المتحف البريطاني في عام 1986 من "Vindolanda Trust"، ثم عثر على أعداد كبيرة منها منذ ذلك الحين في مكب نفايات مندي في الموقع، ويمكن مشاهدتها في المعرض "49"، بريطانيا الرومانية، في الطابق العلوي.



الجولات العامة للمتحف البريطاني

فيما يلي الجولات المنتظمة التي يقدمها المتحف:[4]


- جولة افتتاحية للعين اليومية: تُنظّم هذه الجولات كل 15 دقيقة بين الساعة 11:00 و3:45 مساءً من مناطق مختلفة من المتحف، ويمكن متابعة الجولات مجانًا تمامًا، وعادةً ما تستغرق كل منها 30-40 دقيقة.

نظرًا لوجود العديد من الجولات التي يقدمها المتحف على مدار اليوم، تعد هذه الجولات القصيرة والأسرع مثالية إذا كان الزائر لا يمتلك وقتًا كبيرًا، وفيما يلي مختصر عن الجولة:


* التكلفة: مجانية.

* مدة الجولة: 30-40 دقيقة.

* وقت الجولة: عدة مرات يوميًا.


- محادثات معرض وقت الغداء: تُعقد محادثات معرض الغداء يومي الثلاثاء والجمعة الساعة 13:15 (1:15 مساءً) في إحدى صالات العرض العديدة، وتستمر لمدة 45 دقيقة، ويقود المحادثات أحد أمناء المتحف أو متحدث ضيف، ومختصر الجولة هو:

* التكلفة: مجانية.

* مدة الجولة: 45 دقيقة.

* وقت الجولة: الثلاثاء - الجمعة الساعة 13:15 (1:15 مساءً).


- جولات سبوت لايت: تعقد هذه الجولات مساء كل جمعة كمرافقة لساعات فتح الليل المتأخرة، وتدوم كل منها 20 دقيقة وتعمل على مدار الساعة ونصف الساعة بين الساعة 17:00 والساعة 19:30، وتتغير الموضوعات كل يوم جمعة، لكن كل منها يركز على فترة زمنية معينة أو موضوع معين، ومختصر الجولة هو:

* التكلفة: مجانية.

* مدة الجولة: 20 دقيقة.

* وقت الجولة: أمسيات الجمعة.


- حول العالم في 90 دقيقة: تغطي هذه الجولة المميزة العديد من النقاط البارزة من كل من المعارض المجانية، ويشمل ذلك حجر رشيد، وإفريز البارثينون، ولويس تشيسمن من بين أشياء أخرى كثيرة، وتهدف الجولة إلى تثقيف الضيوف حول القطع الأثرية المهمة من مختلف الثقافات حول العالم، ويبلغ طول هذه الجولة 90 دقيقة، وهي أطول جولة يقدمها المتحف، وهي أيضًا الجولة الوحيدة المدفوعة، وفيما يلي مختصر الجولة:

* التكلفة: 14 جنيه إسترليني للفرد.

* مدة الجولة: 90 دقيقة.

* وقت الجولة: 11:30 - 14:00.


- جولة VIP Early Bird: في حال الرغبة بزيارة المتحف البريطاني قبل افتتاحه، فإن هذه الجولة توفر وصولاً مبكرًا مما يتيح تجنب كل الحشود ومشاهدة بعض أبرز المعروضات قبل أي شخص آخر، ويمكن للضيوف من كبار الشخصيات أن يتوقعوا أن تغطي هذه الجولة مواضيع مثل حجر رشيد وغرفة النحت المصرية ورخام بارثينون والعديد من المعروضات الأخرى في هذا المتحف، ويُشار إلى أن العدد محدود للغاية وحجم المجموعات يقتصر على 20 شخصًا فقط، لذلك يجب شراء التذاكر في أقرب وقت ممكن، وفيما يلي مختصر الجولة:

* التكلفة: 89 جنيهًا إسترلينيًا للبالغين والطلاب، و79 جنيهًا إسترلينيًا  للأطفال.

مدة الجولة: 2 - 3 ساعات.

وقت الجولة: ساعات العمل: 8:45 صباحًا - 11:30 صباحًا.


- الدليل الصوتي: يقدم المتحف البريطاني أيضًا دليلًا صوتيًا يمكن الحصول عليه من مكتب الدليل الصوتي في "Great Court"، وتبلغ تكلفة الدليل 7 جنيهات إسترلينية ومتاح للاستخدام حتى 30 دقيقة قبل الإغلاق.

على عكس الجولات التي يقودها الموظفون، يتيح الدليل الصوتي للضيوف حرية اختيار المعارض أو الأشياء المحددة التي يرغبون في التعرف عليها، وفي المجموع يوجد 260 تعليقًا خبيرًا متوفرة بعدة لغات مختلفة، كما يحتوي الدليل الصوتي أيضًا على خريطة تفاعلية للمتحف مما يسهل التنقل في العديد من صالات العرض المختلفة، وللحصول على بديل مجاني لجولة صوتية يمكن استخدام دليل "Rick Steves" الصوتي الممتاز .




  

المراجع

[1]: britannica

[2]: historytoday

[3]: tripsavvy

[4]: freetoursbyfoot



عدد المشاهدات 2243


Top

Top